بقلم : أحمد سمير
على مدار سنوات سابقة كانت تحدث مظاهرات تطالب بالسقوط للحكم الأسلامي و لكن سرعان ما يتم القضاء عليها بالقتل لمن يتظاهر أو الحكم عليه بالأعدام لأنه خرج عن الدين و ضد الثورة الإيرانية.
و لكن في تلك الأيام من الصمت، خرج الشعب الأيراني لتظاهرات المعارضة، فقد تطورت المظاهرات إلى احتجاجات واسعة ضد السلطات، للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وإنهاء قمع للحرس الثوري
و لأول مرة تستهدف هتافات المحتجين مرشد الثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، وردد المتظاهرون شعارات ضد الرئيس حسن روحاني والحكم الديني المستبد ، و دعا وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، الأحد، إلى “عدم المشاركة في التجمعات غير القانونية مشيرا إلى أن المحتجين “يخلقون المشكلات لأنفسهم، ولغيرهم من المواطنين”.
وحذر وزير الداخلية من أن الحكومة ستتصدى لهؤلاء الذين وصفهم بـ”مستخدمي العنف ومثيري الفوضى”، قائلا للتلفزيون الرسمي: “الذين يخربون الأملاك العامة، ويثيرون الفوضى، ويتصرفون بشكل مخالف للقانون، سيحاسبون على أفعالهم، ويدفعون الثمن”، على حد قوله.
تصريحات متوعدة تشير إلى حجم الغضب الذي يجتاح “الجمهورية الإسلامية الشيعية”، وحقيقة ما يحدث بالداخل الإيراني سببه الأوضاع الاقتصادية، من فساد وارتفاع للأسعار ومعدلات البطالة، و الجهل و الصحة، كما يبدو أن الاحتجاجات أخذت منحى سياسيا يعبر عن الغضب من سياسة الرئيس حسن روحاني.
وأكدت التقارير أن متظاهرين كانوا يرددون شعارات مثل “الناس يتسولون، ورجال الدين يتصرفون كالآلهة”، و”ليس لغزة، حياتي لإيران”، معربين عن غضبهم إزاء تدخل إيران في شؤون المنطقة.
خاصة بعد تحالف إيران مع الأدارة الأمريكية السابقة لتحقيق الربيع العربي و توسع النظام الأسلامي في دول الشرق الأوسط والدليل على ذلك محاولات الأدارة الأمريكية بأخذ موافقة الكونجرس الأمريكي على الملف النووي المشترك و رفع جميع العقوبات المفروضة عليها وقد بدأت المظاهرات في مدن الشمال الغربي للبلاد وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى أكثر من 40 مدينة حتى طهران
و أعرب النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانجيري عن ما يحدث بقوله إن من يعتبرهم “خصوم الحكومة” يقفون وراء الاحتجاجات.
وأضاف: “بعض الأحداث في البلاد هذه الأيام تتخذ من المشكلات الاقتصادية ذريعة، لكن يبدو أنها تحدث على خلفية أمور أخرى. يظنون أنهم بذلك يؤذون الحكومة، وهناك آخرون يركبون الموجة”.
وأخيرا لجأت الحكومة إلى مبرر كلاسيكي عن تواجد “عملاء أجانب” أطلقوا النار على متظاهرين في البلاد.
و قد أعلنت الحكومة تحذيرات للمواطنين من “التجمعات غير القانونية”، في وقت اعتقلت الشرطة الألآف لترديد “شعارات شديدة اللهجة”، بينما احتجزت متظاهرين في مدينة قم، حيث يقيم عدد من رجال الدين واسعي النفوذ.
قال الحاكم العام للعاصمة طهران إن أي “اجتماعات مماثلة” ستتعامل معها الشرطة التي خرجت إلى الطرق الرئيسية.
وفي عدد من المدن اشتبكت الشرطة، المجهزة بمعدات مكافحة الشغب والدراجات النارية، مع المتظاهرين.
كما خرج الآلاف من مؤيدي الحكومة الإيرانية في مسيرات حاشدة، في إشارة إلى استعراض للقوة في مواجهة المظاهرات المناوئة.
فهل سينتصر شعب عانى من التخلف و عدم التعليم والفقر على الآلة ؟